الألف و الهمزة
حرفان مستقلاّن و مُنفصلان, الأول جوفي و جوّاني و الثاني حلقي يطلق الكلام كالخطاف يحلق على أرضية الخليقة مبشرا بالأنواء . الحرفان يتعانقان ليبنيان عشّ الخُطاف … عناق سرمدي بين الجوف و الحلق قبل أن يبتكر الإنسان الحرب و يتوغل في حياكة التمويه على أقمشة عساكر الأشكال … و التمويه خدعة الإنسان في الحرب و السّلم و أحابيله في الحب و الغدر .
الجيمُ
جرأة الجمال المصنوع على الجلال المخلوق و جمهرة الرقش في أضلع المُقرناصات على القباب
التاءُ
تَأْتَأَةُ اللسان بعد خراب الألسنة بُعيد الطوفان
الهاءُ
ألهاكم التزويق حتى فارقتكم الحالات و الصفات
الألف
يعودُ مرّة أخرى معقُوفٌ كما السّيفُ اليمانيُّ يعودُ للتسوية و للاستواء
الدّال
أداة المجتهد و زاد المقتصد في فراديس الأشكال
لا قوانين إلا قوانين الفؤوس عاوية كالرّيح
لا جرأة إلا جرأة السّلوقي يُسابقُ صرخة المقتول على الفرس النافق على طبول الرّعد ,لا نوم إلا على هودج الجمر في ضيافتها … تأتي الرّياح بالوصايا تكوّرها في قماطات من عوسج ذباّح,لا عودة للجبال إلا إذا ما نزلت الجبال من سّروجها الثلجية مخمورةً في الضباب . تأتي الجبال متعالية تُشمّر جلابيبها ,لا نوم إلا على تخت السّحاب على إبر الصوّان في الأوراس, لا شرفات إلا شرفات الصّهوات في المذابح لا دليل إلا دليل إلا ليل الملوك رموا بتيجانهم تحت أقدامها , لا ضوء إلا الريح تُرضعُ الظلمة في مشاعلها, لا عناية إلا ما يُلهمه الله في فن الحروب و التمويه على القماش العسكري …أو الرّثاء و أو ما ينثرهُ بردا من الجمر على العتبات , عظاما و أحجرا و قواقع تنقدحُ تحت سنابكها ,لا أغورا إلى الخلاءُ المُفْزعُ مَحْضًا يعضُّ على ذيله كوحش ” اللفيثان “.
لا معابد إلا عظام الأسلاف مكدّسة في المرامد . لا مجالس للشيوخ إلا عند مواقد الخشخاش و قرقرة الشاي القطران , يسفّون السّكر مطحونا على الصّوان , لا تدقيق في قوائم المترشحين للقتل إلا ما يراه الخُفّاشُ بلسانه في الشّفق الشفيف , لا تدقيق في قوائم الموتى يضحكون من موتهم حين يكون إقتراعًا حُرّا لا دولة إلا ضفائرها ,لا راية إلا رايتُها القرميزية الموغلة في مرارة الحمرة أو حلاوتها , لا ضرائب إلا ضرائب الدّم الحرّ على مذابحها التراب. لا جوائز إلا الفحولة على سريرها فجر مُخلّعا من العربسات و الهندسة , لا مُحاسبة إلا تعتعة النبيذ و لعلعة الرصاص من القلم إلى البركار … هكذا هو التمويه إجتهاد و مجاهدة جهد لإعادة بناء سماوات العربسات بغبار الأشكال … الهندسة التي يدقّها من اسمه سليم بن الشيخ حفر في الفراغ … الفراغ ذاكرة سينوغرافيا الخراب .
لا متاحف
إلا ما أودعته إبرةُ الوشّام من ” صُولفاج” الزّغاريدِ في تنويت صّهيل الشّهوات, إذن؟؟؟ لا متاحف إلا متاحف الشهوات منقورة على الجلاميد, أو منسوجة في أقمشة الجيوش في الحروب الخاسرة … حكمة الحرباء في التلوّن و براءة الأشكال المحضة في تقاطعها … لا عزاء لسيم بن الشيخ إلا دال الجهد و دلالة الإجتهاد .
عبد الحليم المسعودي
مارس 2017